01 يونيو 2010

خبز الله المر

ما من امرىء يتحدث عن الماركسية، إلا و حبة البرتقال تكاد تفجر رأسه، بل إنه يفرط في تناول المنبهات كي يتأكد كلما اختفت لحظة ما أنه لا يحلم، و بين الحين و الآخر، يتابع أخبار حالة الطقس إذ قد تسوء بغتة.

قد مات لينين، و أشهر السوط المخيف ستالين، ثم أعلن التمرد تروتسكي اللعين.

كانت موسكو تندب حظ البلد الأمين، و إذ تناهى الخبر اليقين، إلى الثقلين أجمعين : تحدث الراوي و العهدة عليه، أنه أبصر العم فيديل الشيوعي الملحد يرفع أكف الضراعة إلى السماء ينشد الغوث بعد أن عجز عن اقناع محدثه بجدوى الماركسية

و حيث أن الشمس لا ترى عند منتصف الليل، و زرقاء اليمامة حينما أنذرت النيام حربا شعواء كانت تدرك ما العواقب، فقد صرح الثعلب بما لا يبقي للذئب مجال المناورة.

و أتى الثائر يحمل ورود الياسمين مرحبا بالعلاقة الحرام بين الاشتراكية و الديمقراطية، و نادى الثائر في الجموع أن الخوصصة أو الخصخصة أي بيع الوطن قطعا متناثرة و بالتقسيط هي المعبر الأنجع نحو الحياة

اليوم، بعد أن غدت الكلمة أجيرة، و الظلال المشوهة لمباني كبار الملاكين تسيطر على الأفقين الأخضر و الرمادي معا، كان زعيم الشركة المفعم بالرأسمالية يدخن سيجارا شيوعيا أرسله إليه عبر البريد المضمون الكاتب المتأمل فيديل...

حينما يرسل الشيوعي السيجار الى الرأسمالي، فأدرك يا بني أنك فخذ الدجاجة في مأدبة اللئام

إنماها اللعنة تحيق بالأوراق اللائي لم يسقطهن الخريف