28 مايو 2010

ذات المزاج الارجواني

تقديم : كتبت هذه النثرية باللغة الفرنسية، لكن عينيها البلوريتين رسمتا بهدوء الارتسام المائي، فإليها ، إلى شغب الطفولة الذي يكتنف روحها العذبة، إلى أفكارها التي لن تتوقف عن نحت الجمال ، قلبي وجود صاخب، و أثقاله حروف العشق


تمضي اللحظات تباعا

لا أستألف إلا الألم

على النقيض من المنازعة المزيفة

فقد مارسنا صلاة العاشقين

تسامينا فوق الحب

ارتقينا كل مفاهيمه المهيبة


إني أعلن عشقي المتطرف ، العنيف

الصاخب، النقي ، الصادق

هل تذكرين ليالينا السعيدة؟

كان المساء و القمر

ينشدان خاشعين

نشيدهما الأزلي


صدقيني ، عذريتك تتجدد

لم تتوقفي يوما عن نحت الجمال

تنسجين لي بقلب خلاب رداء السعادة

استبدت روعتك الفاتنة برحلات خيالي

ارسمي أروقة مصيري

فوق رمال شاطىء مشاعرك السخية


تأتي موجة مستاءة

تليها موجة هادئة

تحمر خجلا صفحة الشمس

و إذا ما رنا البحر الى قبلة

تبقى رسومات أناملك

فوق رمال الشاطىء

26 مايو 2010

حديقة الأحلام

هل تعلمين لماذا أحب كل صباح من حياتي؟

لأنه سيكون ممهورا بخمر شفتيك

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

الارتواء من العشق يتناهى الى الابداع، و الظمأ إلى العشق يتناهى الى الابداع، لافرق بين الحالتين المتباعدتين قسرا، كلتاهما تتيح الافراج الذاتي.

هل العشق يحتاج الى الانطواء الذاتي؟

لا أدري، كل ما أستطيع تأكيده أن العشق يحرق الذات، يلسعها، لكنها تستمتع بمازوشيتها، و تستمتع بساديته.

و مهما يكن الموقف من مكابدات العشق، فإن قطبي اللزومية و البوهيمية حاضران بقوة، و بينهما و أحيانا خارجهما يرتسم مآل هذا الشعور المفعم بالمتناقضات، الذي يستبد بالانطباعات قبل أن يتحول الى كائن عضوي لا يموت، نتلمس وجوده في أغوارنا، يحتكم الى المزاج إذا واجه المرآة، و تفحص ملامحه، لكنه هو هو ، روحه مستقلة، متمردة، رغم أنها ترفل في الاستقرار منذ أن ابتسمت. في غمرة المواجهة، تعكس المرآة الابتسامة، و تتلاشى زخات المزاج الرديء.

تمسكت بسيرة المسافر اللاجىء منذ أن قدمت مشاعري استقالتها لي ، ثم اتشحت الأنوثة في عيني بالرتابة، ثم ألقيتها الى زنزانة الكياسة ، ألتقيهن مع مطلع كل يوم، لم يكن سوى أشياء جديدة أرتب بها مكونات المعتاد، و قد يكن قطع تزيين، و قد يكن شتائل مختلفة أتقدم بها الى حديقة الأحلام، يبدأ الازهرار، و تخضر الآمال، لكن النهاية متطرفة في الايمان بتشابههن، فأبادر الى تأثيث مكونات الذاكرة مجددا، قبل أن ألقي بهن الى زنزانة الكياسة أو متحف قطع التزيين المتكسرة.

شعار زنزانة الكياسة أو جمهورية الكياسة هو الاحترام فحسب.

لكل رجل حديقة أحلام فسيحة، تنبت وردة واحدة سرعانما تملأ كل نظراته الى حديقته الخاصة ، و ينتابني دائما ايمان سرمدي بكونك هذه الوردة الفاتنة

حديقة فسيحة تتوسطها وردة واحدة، هي أجمل حدائق الأحلام ، لأنها تتألف من وردة واحدة.

إنها حديقتي أحلامي الخاصة، إنها وردتي...إنه قلبي العاشق

13 مايو 2010

قطعة الفلين

قطعة الفلين اللعينة أول حاجز أمام الحقيقة

أخلاق المحارب تتسم بالصرامة، إذ يتوجب عليه الالتزام بها إلى أن يغدو روحا بلا جسد. يرفض الانتماء الى نوعية الأشخاص الذين يتحدثون باسهاب عن الأخلاق دون مراعاتها. أداء الواجب، تنفيذ الأوامر، المحافظة على أسرار الفصيل، قواعد جوهرية يقدم المحارب حياته من أجلها إن اقتضت الظروف. هل يتساءل عن علاقة أهداف رؤسائه بالخير؟ عليه أن يتقيد بالضوابط.

في شأن أخلاق المحارب التي ربطتها الأساطير الاغريقية القديمة بالخير و البطولة و الصلابة، يرى ألبرت آينشتاين أن الجنود ليسوا بحاجة إلى الدماغ، مهامهم تتطلب التوفر على نخاع شوكي متطور يؤدي وظيفته المنحصرة في رد الفعل بمهارة عالية. داخل الصراعات الدائمة بين آلهة الاغريق، كان الطرف الثالث أو الأداة متحصلا على أهمية بالغة، فالملاحظ أن الصراعات المباشرة بين الآلهة غير موجودة إذ أنها لا تقبل تنفيذ واجبات الفنيين و الرسل. إذا احتاج إله السماء زايوس إلى ترتيب حسابات ملحة مع إله الشمس هليوس، فسيعين مبعوثا يزوده بالقدرات الخارقة له و لحلفائه و أنصاره و لن يقوم بنفسه بالاجراءات العملية، إذ أن أبغض الأوصاف لدى اليونانيين القدامى الأنانية المفضية دوما الى العبث الغريزي، كما أن القتل غير المشروع و اقتراف السلوكات المسيئة للمجتمع تلاحق الآلهة مقترفيها.

المحارب ليس اسم فضيلة، يجوز له استخدام الشرف و الخداع من أجل الاخلاص للأوامر الموكولة إليه، كما أنه ليس صفة مثالية تشير الى التمرد على أشكال الظلم، قد تكون اشاعة الظلم إحدى الوسائل التي يستعملها المحارب لفرض ما صور له خلاصا للبيئة الفكرية و الاثنوغرافية التي ينتمي إليها. قد يبدو القول إن الانسان يجسد مجتمعا بالنسبة لأخيه الانسان متحليا بالشاعرية، غير أن نظرية الاجتماع التي تتطرق الى الظواهر المصاحبة للتفاعل الخارجي بين الأفراد، و التي تفضي إلى تكوين مجموعات موصوفة بالتناغم الداخلي و مساهمة في ايجاد مجموعات بشرية غير متجانسة، كرست للفردانية، فالفرد الواحد هو نفس المجموعة البشرية التي تكونت بفعل أفكاره و اعتقاداته و التي لا يمكن أن تكون مجموعة قائمة بذاتها إلا إذا زعمت أنها المالكة الحقيقية للصواب المطلق أو للشطر الأكبر حجما من الصواب.

نظرية المحارب التي وضعها سان سيمون و و من بعده إنجلز و ماركس تمنح للقوة التي أسستها الجماعة ( الدولة ) الأولوية و الاحتكار في السيطرة على الانتاج، بيد أن سان سيمون يبدو أكثر ايمانا بالصواب الجماعي المطلق الذي تمثله أفكاره حينما يدعو إلى تحويل ارث الأشخاص الهالكين الى الدولة و ليس الى الورثة. أوجست كونت تلميذ سان سيمون يستدرك الانفعال المثالي الذي يتسم به موقف معلمه و يدعو الى التحلي بخصلة الايثار كغطاء لدعوته الى تنميط الفكر و توحيد مناهجه أي ممارسة القمع السلمي قبل الانصراف الى اشكاليات التقدم و التنمية.

القمع السلمي المخفي بقناع الايثار أسماه محارب اجتماعي آخر هو الفرنسي اميل دوركايم التربية، فالتربية في معنى خلق التجانس بين المكونات المجتمعية و خصوصا من خلال الذاكرة الجمعية ( أحداث تاريخية مشرفة، مشتركات دينية و لغوية ...) هي الأساس الذي يتيح بناء مجتمع منظم وفق مشتركات موضوعية محمية بالقوة الجماعية و هذا الوصف ينطبق على مفهوم " الدولة ". إلا أن المجتمع لا يختلف عن طرفي الفكرة، يوجد مرسل و يوجد متلق، يوجد الفرد الخلاق و يوجد الفرد المتلقي، و يوجد طرف ثالث هو الطرف المتلقي لكن الممارس للتأويل و الذي يعطي لواضع الفكرة دور الخلية الأم أثناء تطور نسيج خلوي حي.

الرونن هم فرقة من مقاتلي الساموراي بلا قائد، إذ فقدوا رئيسهم، و تفاديا للعمل لتحقيق مصالح شخصية أو الانتماء الى قائد آخر، فضلوا طريق الشرف و الأسطورة فمارسوا طقس الانتحار الجماعي.

المحارب الآن جالس إلى منضدة مع خبير محنك في سموم الأفاعي، و بينما كان حديثهما مركزا على تشويق مشهد الغروب داخل هذه المنطقة المليئة بنوع فتاك من الأفاعي، أخرج الخبير في سم الأفاعي قارورة صغيرة تحتوي على سائل يشبه الماء و وضعها وسط المنضدة ثم قال لجليسه :

- إن كنت تثق بي اشرب الماء الذي يتواجد داخل هذه القارورة.

هذا المشهد يجسد إلى الآن أخلاق المحارب و علاقة الأخلاق بالتطور العلمي المتواصل كما يجسد أساس النزاعات العالمية لأنه المشهد الموجود داخل كل واحد منا...فأزيلوا أصابعكم المبللة عن قطعة الفلين و دعوها تطفو...فالأشياء المصنوعة من الفلين لا تغرق في الماء.

12 مايو 2010

تأملات مثقف

- القارىء و الكاتب : من يقرأ لمن؟

إن الحافز الأساسي الذي يدفع صاحب فكرة ما إلى مناقشتها مع الأغيار هو ادراكه الإنطلاقي لامكانية فهم الفكرة من لدن المتلقي أو العينة الإجتماعية المستهدفة.

التفاعل المرتكز على مبدأ الإستفادة والإفادة المتبادلتين و احتمالات الإصلاح أأمن مسار يحجز نشوب الصراعات الحادة بين طرفين أو مجموعة أطراف مختلفة. الصراع عملية منتجة، لكنه يبقى المدخر الأخير، فمن غير المسؤول أن يوصف أي نوع من الصراعات الفكرية (المادية كما اللامادية) بالعبثي. شراحيا، بنية الصراع تتسم بوجود ثلاثة مكونات رئيسية: طرفي الصراع و الحليف، و بالنتيجة يكون موقف العبثية صادرا من المنهزم أو أحد حلفائه و يكون أيضا موقفا غير شرعي نظرا لانعدام عنصر الإجماع الغائب في كل تقييم انساني لأي شكل من أشكال الصراع. رهانات الصراع ليست مرجح النقاش، إنما أريد أن أقول إن الصراع أحد أصناف الروابط التي تتركب بين الكاتب و القارى فحسب، باعتبار أن خلق الإنسجام بينهما أمر صعب.

تفاديا للإسهاب في وصف أنواع العلاقات التي يوجدها الفكر بين المعطي و المتلقي (لا ننسى دور آلية الحوار في خلق فعاليتي التلقي و الإعطاء ) فإن الكاتب يضع ذاته أمام الأفكار التي يعي أهمية وصولها إلى القارىء، فيكون بنفسه معطيا و متلقيا في نفس الوقت .

إن الكاتب هو أول قارىء ناقد لنصه، و هذا نوع آخر من الحوار، نظرا لتشكله من انسان وحيد و نظرا لكون فعاليتي التلقي و الإعطاء متزامنتين يسمى مناجاة أو مونولوجا و هو في عالم الفكر، حسبما يبدو لي ، محدد جوهري لمدى نجاح أو إخفاق الحوار.

توجد عوامل ثانوية تشارك في تكثيف الخطاب الفكري و توجيهه بسلاسة للحوار النقدي بين المهتمين وتحديدا في القضايا الإستراتيجية، تتضمن هذه العوامل الثانوية : اللغة و الخلفية المعرفية و التاريخية و الوجدانية، بيد أنها تظل أقل أولوية من عامل ممارسة الكاتب للقراءة النقدية ( وفق المستوى الممكن للتصورات المتعارف عليها لمفهوم القراءة النقدية) على كتاباته لتمكينه من رسم احتمالات كبرى عن حجم وخصوصية التفاعل الذي سيقع بين القارىء و مضمون النص

الكاتب والثوابت

التحدي الأساسي الآخر و الذي يعترض مسيرة الكاتب أو المثقف بصورة شاملة، يتكثف في كيفيات مناقشة الثوابت (أو القيم و التصرفات المحروسة من قبل المجتمع) واخضاعها دون ضجيج مهما كان نوعه للفحص الدوري بدلالة المتغيرات.

إن الخصوصية الثقافية لكل مجتمع على حدة هي التي تخلق الأصول و الثوابت ومن الواقعي أن تتأثر الثوابت بحركة البيئة الثقافية(انسجام نسبي بين النخبة و القاعدة حول الزامية التغيير)و الأنثروبولوجية ( التغيير ارادة ترومها النخبة) التي تنتمي إليها.

على النقيض من الفعاليات الفنية و الأدبية المتسمة بالمرونة و امكانية الاحتماء بالرمز، فإن المثقف في قضية الثوابت مقيد باتجاهين منطبقين : اعادة التأكيد على صحة الثوابت أو تبني المحاولات الإصلاحية التي تقترض مرتكزاتها من التحولات الطارئة على الوسط الثقافي المنطوي على الثوابت ، و الهدف هوالمحافظة على تناغم الثوابت الجمعية ( لأن الفرد هو المسؤول عن تحيين قناعاته الشخصية انطلاقا من تحليل ذاتي لوسط النشأة) مع العالم، أي المحافظة على حياة الخصوصية الثقافية للمجتمع.

من هنا ندرك أن الكتابة ممارسة لحق الإختلاف و إن ارتبطت بموضوعات تستدعي الجرأة الحاسمة.

لنتذكر دائما أنه في الهند، إحدى الديمقراطيات المتطورة على المستوى الآسيوي، أحد المسؤولين السياسيين البارزين مر خلال احدى تحركاته بحي شعبي، و اقترب منه طفل فقير يبيع أعلام البلد، عرض البائع الرث بضاعته مقترحا ثمنا معينا للعلم، ساومه المسؤول حول الثمن، و طلب منه تخفيضه ( رغم أن الثمن كان بخسا ). التفتت أم الطفل الى المشهد فالتقطت الاعلام من يد الطفل و القتها على وجه المسؤول السياسي البارز و هي تزمجر : حتى ثمن العلم تساوم فيه؟ هذا المشهد يتكرر بكثرة في الهند و غيرها من البلدان التي أنجزت مكتسبات ديمقراطية هامة.

الملاحظة الكبرى أن الثوابت لا تختلف عن المبادىء من حيث اتصافها بالانتهازية. فهي قد تتراجع الى مستويات منخفضة أي تتعرض للتسييس أو الأدلجة، لكن التراجع يبتغي التمهيد للاقلاع. بيد أن التراجع الانتهازي للثوابت لا يمكن أن يكون مشروعا حين يصدر عن أولويات النظام السياسي. كل محاولات التغيير نحو الأفضل و التي تترتب عنها تحولات في الدين و السياسة تعتمد على مفعول التوعية الثقافية و المعرفية التي يستطيع المثقفون تدبيرها دون الحاجة إلى احداث أي توتر مع الدولة و ضماناتها الأمنية.

الاستشراف: سمة الأديب-الظاهرة:

تحدي تطويرالثوابت المجتمعية و ترشيد تداعياتها التعبوية لا يقل حساسية عن اشكالية الاستشراف في الإبداع الادبي. يروي التاريخ الأدبي عن نبوءات ( قراءات عميقة للوقائع) ، فالأدب الروسي توقع نهاية النظام القيصري و اندلاع ثورةالبلشفيين قبل أكثر من قرن على حدوثها، فضلا عن مساهمة روايات الخيال العلمي في دفع العقل الرياضي نحو طموحات غزو الفضاء و مكننة الحياة البشرية و افتتاح عصر الهندسة الوراثية.

هذه الإنجازات العظيمة للعلم تعود الى صفحات روايات أدبية لأدباء عمالقة لم يكن للعرب نظرا للإهتمامات الذاتية و النزعات الميثولوجية المتطرفة و أحيانا الجنيالوجية دور يذكر فيها .

لقد شهد مطلع القرن العشرين عند العرب طفرة في الدراما و الشعر الإحيائي، انقلبت فيما بعد الى تجارب ذاتية معزولة، تداري عجزها عن المشاركة في الواقع العلمي بمحاكاة المعاناة العاطفية في أماكن مضطربة، آن موعد فهم أن الآلام العاطفية تزول بدلالة التقدم العلمي و التكنولوجي الذي يستفيد من المخيال الأدبي و الفلسفي.

يبدو لي أن المنحى الوجودي الانعزالي الذي تخلى عنه الغرب منذ أكثر من قرنين من الزمان ينفجر تدريجيا في المشهد الأدبي العربي، و هذه علامة عجز فارقة

الشنيق

سأمشي حسيرا الى مقهى المتقاعدين
وحيدا...انطفأت في عينيه
منارات الطريق

هناك...قرب فراش الشمس
يحتضر الأفق صامتا
بعد أن حجب القمر كل بريق

أريد بحرا هادئا
يلفظ الجثث القديمة
للحالم..و للمتمرد...و للغريق

إني باسم الحب و الوهم
أرجو لكم عذاب الضمير
و مسارات لمحاتها حريق

خرقة القماش المقدسة
أيقظت مشير العشيرة
مات عجيد المحراب...ذاك الشنيق

هامش حول المتقاعدين :

لا ريب أن المواطنة تمثل العدو الرجيم لحفنة المتقاعدين و كل واحد منهم يباهي الآخرين بعدد العقود التي قضاها تحت الوصاية . لقد خرجوا الى النهار عزلا ، بل إن طائر الصباح أكد لي أن الموت رفض طلبات الاستقالة التي تقدموا بها إليه

02 مايو 2010

قالت لي الغجرية...

(1)

قلت للغجرية : لماذا تستعذبين الترحال ؟

قالت : لأن الفصول تلوذ بالاحتراب إن لم أعشها كاملة

قلت : لماذا ترقصين عند الفجر ؟

قالت : لأن الشمس تغار كلما واصلت انارة حركات جسدي، و قطر الندى يرتقبها كي يرسل قطراته الأولى. تأمل قليلا نحري، ستجده مزيجا من ألوان الليل المحتضر و الفجر المتثائب

قلت : هل تدركين أن بعض الأوراق تصمد أمام الخريف ؟

قالت : نعم أدرك ذلك، كما أدرك أن رياح الخريف تحمل باشمئزاز كل ورقة تساقطت من تلقاء نفسها، لكنني أستعذب تفتح وريقات الأزهار التي لا تتسلح بالأشواك لاعتراض القطف

(2)

قلت للغجرية : لماذا لا تستقرين؟ لكل جدول نهاية ما...توصله الى البحر

قالت : القمر لا يحضر كل ليلة

قلت : هل أكتب عنك؟

قالت : لن تستطيع

قلت : لماذا؟

قالت : لأنك ستنزوي داخل نفسك بافراط إن كتبت عني ، ستبالغ في كونك أنت

(3)

قلت للغجرية : خيريني بين الحياة و الموت ؟

قالت و هي تعانق الأفق الذي تقبل فيه الشمس الغاربة البحر الهائج و الهادىء معا : أنا أخيرك...بين الحياة...و .....الحياة

رصاصة غجرية ( ق ق ج)

كانت الشمس تميل إلى المغيب و كانت السماء متدثرة بحمرة الغسق...

حادثته عن العشق و الإطراء...ثم أحس بشيء صلب يخترق جانبه الأيمن...

سالت دماء شاحبة رفضت الاختلاط بمياه الشاطىء....

قبل أن تتحول الجثة إلى جثتين متلاصقتين...كانت الشمس قد غربت.