14 أغسطس 2010

ارتسامات الهزيع الأخير

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhAa8vlyeAmlurhFSXiyHl1MAmdp0e6FR6gC92l4xTnm7h6JiKIXa3VSy61Lor1ujxECJ3DJllstDweEjJBdlcyl8F-kheLa7vBHA2GyQUMYwaUqwTmTcAb3SaXnzHoekG7nzaYnOPunViF/s400/l'amour.jpg

عندما ننظر مليا الى نقطة الالتقاء بين السماء و صفحة البحر الزرقاء، تنتابنا الكثير من الارتسامات المتلاطمة، نفكر بامعان و نستعيد مشاهد قديمة.


السفر عبر نقطة الالتقاء يبعث على الاطمئنان، و يخط بهدوء إحدى أروع صور الوجود، لكننا لا ندرك في غمرة تلك اللحظات السعيدة أن ما نراه مجرد وهم، فالسماء و البحر غير قابلان للتلاقي، لذلك ، يجب أن نقول لأولئك الذين يزعمون بالحاح أن الحقيقة تنثر الاطمئنان، إنهم مخطئون، فالوهم مصدر للاطمئنان أيضا. إذا كان كل من الوهم و الحقيقة ينشران الخوف حينا و الاطمئنان حينا، فكيف يمكن أن نعثر على الخط الفاصل بينهما.

عبثا نلهث خلف الفصل الشراحي بين المفهومين بمختلف تشكلاتهما الملموسة، إذ تساورنا فكرة خاطئة مجددا تربط بين الحقيقة و الواقع، للذين رحلت تأملاتهم صوب هذا الاتجاه في هذه الأثناء، أقول بكل اختصار : البحر و الشمس و الغروب و التلاقي أو اللا تلاقي، كلها كائنات واقعية.

لكل واحد منا حقائقه و لكل واحد منا أوهامه، و مقياس تقبلها لا يرجع الى الحقيقة بحد ذاتها أو إلى الوهم بحد ذاته، إنما يتصل اتصالا وشيجا بالمحتوى الجمالي، إذا كان الوهم جميلا فإننا نتقبله، و إذا كانت الحقيقة جميلة فإننا نتقبلها، بل إن الحقيقة كما هي تكافىء الوهم الجميل. إذا قمنا بجمع كل الحقائق الجميلة، فإن وهما جميلا واحدا سيكون أجمل منها دون ريب مثلما يكون وهم سيء واحد أسوأ من كل الحقائق السيئة.

لقد أوهمتني أنك تحبينني، و آمنت بهذا الوهم، تسلل الى ترتيب مكونات المعتاد اليومي، غدا كياني ، بحيث لا أكون أنا إذا لم أستشعر وجوده في كل صوب أوجه ناظري إليه و في كل فكرة تشق طريقها الى ذهني.

أتقنت صناعة الوهم...بيد أنه كان وهما جميلا، و بذلك يكون أجمل من كل الحقائق الجميلة.