15 أغسطس 2010

ما تبقى من مثقف عربي

دلف إلى غرفة مكتبه…

طفق يبحث عن نصوص سردية…

و كلما عثر على أحدها وضع جردا للأفعال اللازمة و المتعدية. أنفق ساعات قليلة قبل أن يدرك أنه غدا كمية معرفية أنهكها مشوار علاج رجيم بين اللازم المتشدد و المتعدي البوهيمي.

لا يكتب لتحقيق أحلام ذاتية راودته منذ زمن يجهل منبعه و مصبه، لا يكتب عن الغموض القاتم الذي يلف ما كان ينطقه ممتلئا بآمال محروقة، القناعة الوطنية…التقويم التاريخي…المصير المشترك، كلها متفاعلات يشاء الواقع الكئيب أن تغادر نطاقها الموضوعي السليم لتتحول إلى كائنات تتلاعب بها ارتطامات المزاج و الوجدان.

يبنون على الأرض، و هو يبني في الهواء، منحوا الأولوية لمعالجة مشكلات الانشطار الذاتي قبل ايقاظ تطلعات انجاز وحدة موضوعية ما و هو يكتب بلا تثاؤب لمشروع أنجزته فكرة بسيطة تنتمي الى حق انساني كوني لا سبيل الى مصادرته بغير العنف المادي الوخيم، يريد وطنا، لا يفصل مقاساته أحد، يريد وطنا يبادله الاحترام و العطاء بمازوشية و سادية متكافئتين؟ لا. يريد وطنا يصله به نسيج من التساهم و التكافل في كل شيء. في المحصلة مطلبه واضح الملامح : وطن يقول له في لحظات يقظته و سكره : إني أحبك بلا تبعات، بلا تداعيات…يقولها بسلام…تحملها نسائم المواطنة إلى كل الأجزاء.

كن لازما أو لا تكن…كن متعديا أو لا تكن…

هكذا يصرح الواقع الصارم، لا وجود لمفاضلات أو اختيارات توافقية…و لم التوافق؟ هل التوافق مع الشيطان يمنح للوطن تقدما؟ ربما…فالوطن يبقى مجموعة أحلام انتهازية يعوزها الانسجام…لقد طارد أحلامه على حدة…يحاول جاهدا الامساك بالحلم بمعزل عن الحلم…حالما يساوره شعور الوصول إلى حلم، يتذكر بسرعة أنه نسي حلما آخرعند بداية الطريق.

هو حلم واحد…موضوع واحد…بتجليات متعددة…هذه هي الحقيقة التي ما زال يرفض الايمان بها.

اختتم رحلته السوريالية بطي ورقة الحلم و ترتيبها بين صفحات كتاب مهجور.