" إنها إنسانية ملائكة الرحمة "، بهذه الجملة الأكثر قربا إلى الإنطباعية اختتم الأديب و الطبيب الفرنسي فرانسوا رابلي أحد فصول كتابه التربوي المشهور Gargantua et Pantagruel، سائرا كذلك في مسار الإشعاع الأدبي للطبيب، إلى المستوى الذي نتحدث فيه عن ظاهرة : " الأديب الطبيب " كمفهوم مستقل و كاتجاه ابداعي رافق العديد من التقسيمات الكبرى للفعالية الابداعية الانسانية.
إن التكوين العلمي الطبي ينسجم مع الوجود الغائي للنشاط الابداعي المتلخص في الانتماء الى الأشجان الاجتماعية للإنسانية استنادا الى الوحدة المعرفية للجسم البشري بيولوجيا. لذلك، ليس موقفا انطباعيا أن نتحدث عن وجود علاقة حميمة بين " الأديب الطبيب "و " مواطن العالم " باعتباركل منهما مفهوما قائما بذاته. و لا تنسج الفعالية الأدبية علاقتها الوشيجة مع التكوين الطبي فحسب، إذ تتجاوزه الى مختلف العلوم التطبيقية، فالخطاب الفلسفي يتأسس على المنهج التشكيكي الذي ابتكره عالم الرياضيات رونيه ديكارت ، و إذا تناولنا هذا المنهج بطريقة امتدادية، فسنلاحظ أنه يمثل جذر موقف كارل بوبر حول كيفية توصيف أو فرز النظرية العلمية، إذ أن كل نظرية كي توصف ب " العلمية " تحتاج إلى الاعتراف بقابليتها للتفنيد احتراما لنسبية الحقيقة العلمية و للمبدأ التراكمي الذي يتحكم في عمليات بناء المعرفة.
لا يجوز أن نتطرق إلى الوزن الإنساني لظاهرة " الطبيب الأديب " أو بتعبير أكثر شمولية ، " الطبيب المفكر " دون استحضار رائد الشيوعيين خلال القرن العشرين، الطبيب ارنستو تشي جيفارا و الذي أتاحت مميزات كفاحه الراديكالي ضد كافة أشكال الاستغلال الأفق الرحب أمام تقاطر الكتابات الأدبية و الـتأملية و العلمية.
في النص الأدبي و الفلسفي يتسم الإنصات إلى أثقال الانسان بالأحادية، إذ يتقيد الكاتب قسرا بحدود نوازع الذات المبدعة فيكون له بذلك خياران فقط، إما أن يصور الأحداث كأنه خارجها أو يصورها و هو في أحشائها." الطبيب الأديب " متمثلا في جيفارا ساهم بقوة و اصرار في تحويل آلام الأغيار-- التي تحدثت عنها بوفرة مختلف الكتابات الأدبية -- إلى حركية واقعية تنشد التغيير الراديكالي لمعادلات الحياة الاجتماعية تأسيسا على تشابه أجساد البشر و مساواتهم حين يوضعون فوق المنضدة كي يعالجهم الطبيب ، و هذا ما يسمح لنا أن نفترض أن جيفارا تصرف بنزعته الإيبقراطية أكثر مما تصرف بنزعته الشيوعية، و تزداد هذه الفرضية لمعانا حين نستحضر في هذه اللحظة أن الناتجين السلوكيين و الفكريين لكلا النزعتين متشابهين.
إن التكوين العلمي الطبي ينسجم مع الوجود الغائي للنشاط الابداعي المتلخص في الانتماء الى الأشجان الاجتماعية للإنسانية استنادا الى الوحدة المعرفية للجسم البشري بيولوجيا. لذلك، ليس موقفا انطباعيا أن نتحدث عن وجود علاقة حميمة بين " الأديب الطبيب "و " مواطن العالم " باعتباركل منهما مفهوما قائما بذاته. و لا تنسج الفعالية الأدبية علاقتها الوشيجة مع التكوين الطبي فحسب، إذ تتجاوزه الى مختلف العلوم التطبيقية، فالخطاب الفلسفي يتأسس على المنهج التشكيكي الذي ابتكره عالم الرياضيات رونيه ديكارت ، و إذا تناولنا هذا المنهج بطريقة امتدادية، فسنلاحظ أنه يمثل جذر موقف كارل بوبر حول كيفية توصيف أو فرز النظرية العلمية، إذ أن كل نظرية كي توصف ب " العلمية " تحتاج إلى الاعتراف بقابليتها للتفنيد احتراما لنسبية الحقيقة العلمية و للمبدأ التراكمي الذي يتحكم في عمليات بناء المعرفة.
لا يجوز أن نتطرق إلى الوزن الإنساني لظاهرة " الطبيب الأديب " أو بتعبير أكثر شمولية ، " الطبيب المفكر " دون استحضار رائد الشيوعيين خلال القرن العشرين، الطبيب ارنستو تشي جيفارا و الذي أتاحت مميزات كفاحه الراديكالي ضد كافة أشكال الاستغلال الأفق الرحب أمام تقاطر الكتابات الأدبية و الـتأملية و العلمية.
في النص الأدبي و الفلسفي يتسم الإنصات إلى أثقال الانسان بالأحادية، إذ يتقيد الكاتب قسرا بحدود نوازع الذات المبدعة فيكون له بذلك خياران فقط، إما أن يصور الأحداث كأنه خارجها أو يصورها و هو في أحشائها." الطبيب الأديب " متمثلا في جيفارا ساهم بقوة و اصرار في تحويل آلام الأغيار-- التي تحدثت عنها بوفرة مختلف الكتابات الأدبية -- إلى حركية واقعية تنشد التغيير الراديكالي لمعادلات الحياة الاجتماعية تأسيسا على تشابه أجساد البشر و مساواتهم حين يوضعون فوق المنضدة كي يعالجهم الطبيب ، و هذا ما يسمح لنا أن نفترض أن جيفارا تصرف بنزعته الإيبقراطية أكثر مما تصرف بنزعته الشيوعية، و تزداد هذه الفرضية لمعانا حين نستحضر في هذه اللحظة أن الناتجين السلوكيين و الفكريين لكلا النزعتين متشابهين.