يرسم المشهد الدامس المستبد بمكتبه المقفر حياة أخرى ، أكثر رعبا، للموقف العتيق المرافق لسلطة العشق
للأفكار المستمدة من كتابات جدارية مترنحة نقشها أحد نزلاء سجن سحيق بأظفاره المتورمة...
تتبدى التفاتة قسرية
السجن الكبير هو ذاك الحب المخذول...
ذاك المنفى المحروق الشغوف بافتراس الأحلام النزيهة.
رغم الكآبة الشاحبة المنتشرة حيثما انتقلت الأنظار القاحلة الراحلة إليه، فإن منفى العشق، جميل، خلاب، لاذع...
يشعرك بعجزك،
المنفى لا لون له، يتجسم مثلما يتجسم أي انطباع سواء كان مسرورا أو حالكا،
عندما تكتب و تحلم...
ثم تتأهب لإنجاز وصيتك و الابتسامة الجافة تحرق شفتيك، فأنت أحد سكان منفى العشق الأوفر حظا.
عندما تنظر إلى المرآة فتبقى صفحتها صافية،
عندما لا تلفي انعكاس صورتك الواقعية في المرآة،
عندما تتساءل باحتراس ممتزج بالخوف : من يطاردني؟
عندما تتوقف عن التفكير في اللحظات القادمة...
للكأس الشفافة،
للقلم المتثاقل
لقطرات المطر العالقة بزجاج النافذة
للذة الألم التي تغمر بها روحي قبل كل إغفاءة مسائية
لأنوثتها الملكية
للارتسام المائي
للطفلة البريئة القاطنة في أعماقها
سأظل أعشقها....